موقع السراج

Alsiraj Banner Image

الرد على مزاعم وجود أيات عنف في القرآن الكريم

بعض المباديء السمحة في الإسلام
ثانيا: المساواه

الإسلام ليس مقصورا على العرب و انما هو دين لكل البشر و لهذا فإن الإسلام ساوى بين جميع البشر. وفقا للإسلام كل البشر سواسية. قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) – سورة الأنبياء آية 107

و في سورة اخرى قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) – سورة الحجرات آية 13

وفي خطبة الوداع قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كَمَا أَخْرَجَ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِه : ((أَيُّهَا النَّاسُ! كُلُّكُمْ لِآدَمَ، وَآدَمُ خُلِقَ مِنَ التُّرَابِ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا لِأَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِتَقْوَى اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

وَأَشْهَدَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و سلم عَلَى الْبَلَاغِ الْمُبِينِ فقال: اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ
فَيَقُولُونَ: نَعَمْ
يَرْفَعُ إِصْبَعَهُ السَّبَّاحَةَ إِلَى السَّمَاءِ، وفيقول: اللَّهُمَّ فَاشْهَدْ، اللَّهُمَّ فَاشْهَدْ، اللَّهُمَّ فَاشْهَدْ

و من هنا نستنتج الآتي

  1. وفقا لمباديء الإسلام فإنه لا يحق لأحد ان يصدر أحكاما على معتقد أي إنسان لان هذا حق أصيل لله وحده لا ينازعه فيه أحد. قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) – سورة الحج آية 17 وهذه السورة دليل واضح على رفض الإسلام اصدار الأحكام على الأخرين
  2. لا يحق لمسلم ان يتهم أي إنسان بالكفر أيا كان معتقده فلا يمكن أن نعرف من له الأفضلية عند الله قال تعالى في كتابه الكريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) – سورة النساء آية 94 بمعنى ان مجرد كلمة الكفر لا يحق للمسلم التلفظ بها

    و عن ابن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيما امرئ قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما، إن كان كما قال، وإلا رجعت عليه) - رواه البخاري ومسلم.

    هذا الحديث يدحض مزاعم المدعيين المتشددين الذين استباحوا دماء الناس لانهم ليسوا على دين الاسلام وفقا لرؤيتهم و يمتد أذاهم لمسلمين لمجرد ان مشايخهم اصدروا حكما بتكفيرهم.

  3. الإسلام لم يمنح احد (مسلم او غير مسلم) ضمانا لدخوله الجنة. لابد ان تعمل لتثبت احقيتك في دخول الجنة بإذن الله بالعمل الصالح و حسن الخلق

الدليل التاريخي
اولا: افتراءات الخوارج
الخوارج هي طائفة لها فكرها الخاص و معتقداتها التي نسبتها كذبا للإسلام. هذه الطائفة ظهرت في السنوات الأخيرة من خلافة الصحابي عثمان بن عفان. وقد ارتبط الخوارج على مدى تاريخهم بالمغالاة في معتقداتها الدينية وبالتكفير والتطرف

سمو بالقراء لاشتهارهم بالحرص على قراءة القرآن و كثرة تعبدهم. عرفوا بلي آيات القرآن و تفسيرها بما يتفق مع اهدافهم بغير علم ولا ورود نص صريح يدل على تأويلهم الخاطئ كما اشتهروا بعنادهم و اصرارهم على موقفهم و ان اثبت لهم فساد حجتهم كما اشتهروا بالتشدد و الغلظة وان عرفوا كذلك بالتواضع و نبذهم مباهج الحياة.

وفي قصة طويلة بعد مقتل خليفة المسلمين الثالث الخليفة عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه و اعلان علي ابن ابي طالب رضي الله عنه الخليفة الرابع للمسلمين ولكنهم خروجوا على علي بن أبي طالب بعد معركة صفين سنة 37هـ لرفضهم التحكيم بعد أن عرضوه عليه و انتهوا الى تكفير عثمان وعلي رضي الله عنهما وقد حرَص أمير المؤمنين عليٌّ رضي الله عنه على إقناعهم وإرجاعهم إلى جماعة المسلمين؛ حتى لا تكون فتنةٌ وتفرُّقٌ فقد أرسل إليهم ابنَ عباس رضي الله عنهما لمناظرتِهم، وقد كان هذا الاختيارُ ينمُّ عن فطنة وذكاء أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، فعبدالله بن عباس هو مَن هو، فهو حبر الأمة، وترجمان القرآن، والقوم كانوا يستدلون بآيات الله ويتناولون القرآن، فهذا هو ترجمان القرآن يناظرهم.

في مناظرة مشهودة وقف ابن عباس يناظرهم قال: قد أتيتُكم من عند صحابة النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار من عند ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وصهرِه وعليهم نزل القرآن فهم أعلم بتأويله منكم وليس فيكم منهم أحد؛ لأبلغكم ما يقولون وأبلغهم ما تقولون انحنى لي نفر منهم
قلت: هاتوا ما نقمتم على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمه
قالوا: ثلاث
قلت: ما هن؟
قالوا: أما إحداهن فإنه حكم الرجال في أمر الله و قد قال تعالى: (إن الحكم إلا لله) - سورة الأنعام آية 57 فما شأن الرجال و الحكم؟
قلت: هذه واحدة
وأما الثانية فإنه قاتل ولم يَسْبِ ولم يغنَمْ فإن كانوا كفارًا لقد حل سبيُهم ولئن كانوا مؤمنين ما حل سبيُهم ولا قتلهم
قلت: هذه اثنتان فما الثالثة؟
قالوا: محا نفسَه من أمير المؤمنين فإن لم يكن أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين
قلت: هل عندكم شيء غير هذا؟
قالوا: حسبنا هذا
قلت لهم: أرأيتُكم إن قرأتُ عليكم من كتاب الله جل ثناؤه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ما يرد قولَكم أترجعون؟
قالوا: نعم
قلت: أما قولكم: حكم الرجال في أمر الله فإني أقرأ عليكم من كتاب الله أن قد صير الله حكمه إلى الرجال في ثمن ربع درهم فأمر الله - تبارك وتعالى - أن يحكموا فيه أرأيتم قول الله - تبارك وتعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم) - سورة المائدة آية 95 وكان من حكم الرجال أنشدكم بالله أفحُكم الرجال في صلاح ذات البَيْن وحقن دمائهم أفضل أو في أرنب؟
قالوا: بلى بل هذا أفضل
وفي المرأة وزوجها: (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا) - سورة النساء آية 35 فنشدتكم بالله حكم الرجال في صلاح ذات بينهم، وحقن دمائهم أفضل من حكمهم في بضع امرأة؟ خرجت من هذه؟
قالوا: نعم
قلت: وأما قولكم: قاتل ولم يسب ولم يغنم أفتسبون أمكم عائشة تستحلون منها ما تستحلون من غيرها وهي أمكم؟ فإن قلتم: إنا نستحل منها ما نستحل من غيرها فقد كفرتم، وإن قلتم: ليست بأمنا فقد كفرتم: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ) - سورة الأحزاب آية 6 فأنتم بين ضلالتين، فأتوا منها بمخرج، أفخرجت من هذه؟
قالوا: نعم
وأما محا نفسه من أمير المؤمنين فأنا آتيكم بما ترضون إن نبي الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية صالح المشركين فقال لعلي: ((اكتُب يا علي: هذا ما صالح عليه محمد رسول الله)) قالوا: لو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((امح يا علي اللهم إنك تعلم إني رسول الله امح يا علي واكتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبدالله)) والله لرسول الله خير من علي وقد محا نفسه ولم يكن محوه نفسه ذلك محاه من النبوة. أخرجت من هذه؟
قالوا: نعم
فرجع منهم ألفان وخرج سائرهم فقاتَلوا على ضلالتهم فقتلهم المهاجرون والأنصار
يقول ابن عباس: "وليس فيكم منهم أحد". أي: ليس في الخوارج أحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم

و قد تحدث عنهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فورد عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن بعدي من أمتي - أو سيكون بعدي من أمتي - قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حَلاقيمَهم، يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية، ثم يعودون فيه، هم شر الخلق والخَلِيقة) – رواه مسلم

و هنا لابد ان نلاحظ انهم كانوا يبدون كمسلمين اتقياء و لكن من الداخل كانوا خالين تماما من اي معنى حقيقي للاسلام روى ابن ماجة (173) ، وأحمد (19130) عن ابن أبي أوفى: قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (الخوارج كلاب النار) وصححه الألباني في "صحيح ابن ماجة" ورواه الترمذي (3000) من حديث أبي أمامة رضي الله عنه وصححه الألباني في صحيح الترمذي

فلاحظ رغم اسلامهم و اجماع العلماء على عدم تكفيرهم بدليل أن الصحابة كانوا يصلون خلفهم ، وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنه وغيره من الصحابة يصلون خلف نجدة الحروري ، وكانوا أيضا يحدثونهم ويفتونهم ويخاطبونهم كما يخاطب المسلم المسلم ، كما كان عبد الله بن عباس يجيب نجدة الحروري لما أرسل إليه يسأله عن مسائل و مع هذا و مع رفض الصحابة تكفيرهم فان الاسلام لم يعطهم صك ضمان للجنة بل وصفهم النبي صلى الله عليه و سلم بأنهم كلاب النار و قد قال لهم علي بن ابي طالب رضي الله عنه مقولته الشهيرة عندما ادعوا ان مشكلتهم مع علي اساسها قبوله التحكيم بينما التصرف الصحيح في رأيهم هو تطبيق الآية (ان الحكم الا لله) فقال له: (كلمة حق يراد بها باطل) و بالتالي فان الاسلام لم يعطي صك غفران لكل المسلمين و انما كل الخلق متساوين و دخول الجنة و النار اساسه العمل فان صلح أدخل صاحبه الجنة ان فسد أدخل صاحبه النار - موقع الألوكة - من هم الخوارج؟

ثانيا: احتلال الحرم المكي
كان هذا الحادث المؤسف في الاول من محرم 1400 الموافق 20 نوفمبر 1979 حيث هاجم مسلحون متشددون المسجد الحرام في مكة. اعلن المتمردون وقتها ان المهدي قد ظهر فيهم و انه احد قاداتهم و هو محمد بن عبد الله القحطاني و طلبوا من المسلمين اعلان السمع و الطاعة له. كان هذا الاحتلال بمثابة صدمة للعالم الاسلامي لقدسية المكان و سفك الدماء في الاشهر الحرم حيث وقع العديد من زوار البيت الحرام رهائن

قامت مجموعة من الرجال التابعين لجهيمان العتيبي قائد الهجوم - تبين فيما بعد أنهم من 12 دولة مختلفة بينهم أمريكان - وقاموا باستخراج أسلحة خفيفة من توابيت معبأة بالأسلحة والذخيرة أدخلت قبل الصلاة باعتبارها تحوي جثامين لموتى للصلاة عليهم في المسجد، وتمكن المسلحون من إغلاق الأبواب وسد منافذ الحرم والتحصن بداخله

وبعد اضطراب ومخاوف عدة من تحريم القتال في الحرم كان لا بد قبل الشروع في أي عمل عسكري من استصدار فتوى تبيح التدخل بالقوة وإدخال الأسلحة إلى داخل الحرم المكي لإنهاء الحصار، وتمكنت السلطات من الحصول (على أصوات 32 من كبار العلماء) لاستخدام القوة ضد حركة جهيمان- وفق تقرير صحيفة الحياة السعودية، بعنوان: حوادث إرهابية «دامية» حاولت استهداف البلد الحرام

يوم الثلاثاء 14 محرم 1400هـ الموافق 4 ديسمبر/كانون الأول 1979م وبعد انقضاء أسبوعين على الحصار، بدأ الهجوم واستمر حتى حلول المساء حيث تمكنت قوة سعودية من الاستيلاء على الموقع وتحرير الرهائن في معركة تركت وراءها نحو 28 قتيلاً من الإرهابيين وقرابة 17 جريح من قوات الأمن والمصلين، وتم إخراج الباقيين أحياء ومنهم جهيمان العتيبي الذي أُعدم فيما بعد

و نلاحظ من هذه الواقعة المؤسفة ان السلطات السعودية قامت بقتال هؤلاء المتشددين الذين حاولوا اجبار المسلمين على اعلان الولاء لقائدهم القحطاني الذي زعم انه المهدي المنتظر. هؤلاء المعتدين زعموا انهم مسلمون صالحون و من ثم برروا ارهاب و قتل زوار البيت الحرام و استباحوا دماء المسلمين التي هي اكبر حرمة عند الله من البيت الحرام

و من هنا نستنتج الآتي

  1. لا يبيح الاسلام لأي مسلم ان يظن انه افضل من الآخرين و انه يحق له فرض آراءه و افكاره عليهم
  2. إن اتخاذ الدين ستار لتبرير العنف و القتل أمر قد حدث و سيحدث و ليس بالجديد ليس على الاسلام فقط و لكن على سائر الديانات و لكن حقيقية هذا المسلك انه محاولات قذرة لاخفاء سوء النوايا و عمل جبان ينم عن خسة وو ضاعة و ضعف حجة الاقناع و لابد من مواجهه حاسمة لهؤلاء.