موقع السراج

Alsiraj Banner Image

محاولة إثبات الحتمية عن طريق تجربة ليبيت وما يشبهها والخطأ فيهم

بنجامين ليبيت العالم بفسيولوجيا المخ و الأعصاب بجامعة كاليفورنيا و قد قام في ثمانينيات القرن العشرين بعمل تجربة بهدف دراسة العلاقة بين التغيرات في النشاط الكهربائي للمخ و إتخاذ قرار بالحركة فطالب مجموعة من المتطوعين بتحريك أصابعهم السبابة و أن يسجلوا لحظة وعيهم و إدراكهم للحركة باليد الأخرى على ساعة إيقاف موجودة أمامهم ثم قام بقياس الفترو الزمنية بين تحريك المتطوع لإصبعة السبابة و لحظة وعية و إدراكه لهذه الحركة و كذلك الفترة الزمنية بين ظهور نشاط كهربي في المخ يسبق الوعي بالحركة

وجد ليبيت أن الحركة تسبق الوعي بالحركة بحوالي 200 مل ثانية و ان النشاط الكهربي في المخ يسبق الوعي بالحركة بحوالي 500 مل ثانية و من هنا إستنتج ليبيت أن قرار الحركة يتخذ في المخ بشكل غير واعي قبل أن يعي الإنسان الحركة و يتوهم الفرد بعد ذلك ان قراره كان واعيا

الرد على هذا الرأي
للرد على فكر دارون هناك بعض النقاط التي عجزت نظريته عن تفسيرها مما يدل على عجزها عن تفسير مجمل سلوك الإنسان فقد عجزت نظرية دارون عن تفسير السلوكيات البشرية السامية مثل الإيثار فما الذي يدفعني للتضحية بحياتي من أجل

أ- لا يوجد أي دليل علمي أن النشاط العقلي السابق للحركة يرجع إلى قرار غير واعي بالحركة فقد أثبتت تجارب أخري ان هذا النشاط يحدث في المخ نتيجة عوامل محيطة (شوشرة) و نتيجة إدراك المتطوع أنه يخضع لتجربة

ب- من المستحيل تحديد لحظة الوعي بالحركة (لاسيما أن الفارق الزمني بين الحركة و الوعي بها قليل جدا يقدر بأجزاء من الثانية) و من ثم لا يمكن الإعتماد عليه كعنصر إثبات فكرة او نظرية

ج- بعض العلماء الملحدين انتقدوا هذه التجربة لانها لا تتعامل إلا مع الأفعال التي تستغرق جزء من الثانية و تتجاهل الأفعال و القرارات الأكثر تعقيدا التي تستغرق وقتا أطول

مع الأسف و رغم أن التجربة بها الكثير من الأخطاء التقنية و الإجرائية تجعل دقة نتائجها محل شك كبير و من ثم من غير المقبول الإعتماد عليها لإثبات أي شيء فإن الكثير من الحتميون مازالوا يصرون على أن هذه التجربة تعتبر دليلاً تجريبياً قوياً على صحة موقفهم الحتمي و كما نرى فإن حتى الملحدون أنفسهم إنتقد الكثير منهم هذه التجربة و اعتبروا أن ما بها من أخطأ يدحض تماما إمكانية الإعتماد عليها في إثبات الحتمية
(من كتاب الإلحاد مشكلة نفسية للكاتب الدكتور عمرو شريف صـ 382)