موقع السراج

Alsiraj Banner Image

الرد على مزاعم وجود أيات عنف في القرآن الكريم

آيات الجهاد...المعنى الحقيقي
الآية (4: 95)

قال تعالى: (لاَ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا) – سورة النساء آية 95

أولا لنطلق نظرة على الآية السابقة لهذه الآية الكريمة قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) – سورة النساء آية 94

الشرح و التوضيح
ترفع الآية الكريمة من مقام اصحاب الشجاعة من دافعوا عن الحقيقة و العدالة بأموالهم و أرواحهم في مو اجهة العدوان فتوضح فضلهم على القاعدون من لم يخرج للجهاد ولم يقاتل أعداء الله دون عذر مقبول

الآية لم تتحدث من قريب أو بعيد عن عن الإعتداء أو الغزو (فالمجاهد) هو من يقاوم الظلم و يدافع عن صحيح الدين و حقوق المضطهدين و هو من يلتزم دائما بقواعد و شروط الجهاد السابق ذكرها و أول هذه القواعد هي قاعدة : عدم الإعتداء أو المبادرة بالعدوان يقول تعالى: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) سورة البقرة آية 190 إذن فالآية الكريمة (95:4) توضح أن من يناضل في سبيل الله بالمال أو النفس لا يتساوى مع من تقاعص عن النضال و هو أمر منطقي لا غرابة فيه أي أن الآية تشجع المسلمين على القتال إذا فرض عليهم جراء حدوث إعتداء عليهم لأن المسلم المجاهد تقيده دائما شروط الجهاد و قواعده و آدابه

الجدير بالذكر أن من يحتاج الى تشجيع على القتال هو الطرف الأضعف من حيث المقاييس التقليدية من عتاد و عدة حيث يمثل القتال بالنسبة إليه تهديد أكثر منه فائدة بينما بالنسبة للطرف القوي من يتوقع أن تكون له اليد العليا في الحرب فالطمع في الغنائم و الرغبة في الاحتلال و السيطرة و بريق القوة سيمثلون له إغراء كافي يدفعه للمعركة و في هذه الحالة ستكون صيغة الخطاب مختلفة كأن يقول مثلا (الغنيمة الكبرى لكم) و هو ما لم يحدث بينما وعد الله تعالى من قاتل في سبيله بـ (دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) – سورة النساء آية 96 إذن فالمكافأة هي مرتبة عالية في الجنة و مغفرة

الى جانب أن الآية الكريمة تدعم تفسير الجهاد كنضال في سبيل الله بما في ذلك من يجاهد بماله –ليس فقط القتال- إعلاء للقيم الدينيه الصحيحة و نشرا للخير و التعاون و التكافل بين البشر مثل مؤسسات العمل الإنساني بل و تقدم ذكر الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس (القتال) قدم الله المال؛ لأن المال ينفع في جهات كثيرة، يستطاع أن يجهز به المجاهد، يستطاع أن يشترى به السلاح، يشترى به الطعام والشراب، تشترى به الكسوة فنفع المال متنوع كما أن المال يتاح الجهاد به لكل الناس بينما قلة من يتاح لهم الجهاد بالأنفس

فبالله عليكم بأي مبرر يعتبر أي عاقل مثل هذه الآية الكريمة تحض على العنف؟؟