موقع السراج

Alsiraj Banner Image

إشارته صلى الله عليه وسلم إلى أن الخليفة من بعده أبو بكر
ثم عمر، وإشارته إلى قصر خلافة الصديق وطول خلافة الفاروق

عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقتدوا بالذين من بعدي، أبي بكر وعمر رضي الله عنهما
حسن - أخرجه الترمذي

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بينا أنا نائم رأيتني على قليب، فنزعت منها ما شاء الله، ثم أخذها ابن أبي قحافة، فنزع منها ذنوبًا أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف والله يغفر له، ثم أخذها ابن الخطاب فاستحالت غرْبًا فلم أر عبقريًا من الناس يفري فريه حتى ضرب الناس بعطن - أخرجه البخاري

معاني الحديث الشريف
القليب: البئر غير المطوية
استحالت: صارت وتحولت من الصغر إلى الكبر
غرْبًا: الدلو العظيمة، وهذا تمثيل معناه أن الفتوحات كانت في زمن عمر أكثر
عبقريًا: العبقري هو سيد القوم وكبيرهم
يفري فريه: يعمل عمله ويقطع قطعه
ضرب الناس بعطن: أي أرووا إبلهم ثم آووها إلى عطنها ، وهو الموضع الذي تساق إليه بعد السقي لتستريح

قال العلماء : هذا المنام مثال واضح لما جرى لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما في خلافتهما ، وحسن سيرتهما ، وظهور آثارهما ، وانتفاع الناس بهما ، وكل ذلك مأخوذ من النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن بركته ، وآثار صحبته . فكان النبي صلى الله عليه وسلم هو صاحب الأمر ، فقام به أكمل قيام ، وقرر قواعد الإسلام ، ومهد أموره ، وأوضح أصوله وفروعه ، ودخل الناس في دين الله أفواجا ، وأنزل الله تعالى : ((اليوم أكملت لكم دينكم))

ثم توفي صلى الله عليه وسلم ، فخلفه أبو بكر رضي الله عنه سنتين وأشهرا ، وهو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم : ذنوبا أو ذنوبين " ، وهذا شك من الراوي ، والمراد ذنوبان كما صرح به في الرواية الأخرى وحصل في خلافته قتال أهل الردة وقطع دابرهم ، واتساع الإسلام . ثم توفي فخلفه عمر رضي الله عنه ، فاتسع الإسلام في زمنه ، وتقرر لهم من أحكامه ما لم يقع مثله . فعبر بالقليب عن أمر المسلمين لما فيها من الماء الذي به حياتهم وصلاحهم ، وشبه أميرهم بالمستقي لهم ، وسقيه هو قيامه بمصالحهم وتدبير أمورهم