موقع السراج

Alsiraj Banner Image

ما موقف اهل الكتاب في الاسلام؟

اذا تحدثت عن اهل الكتاب شعرت بظلم و دهشة للضغائن التي اكنها القوم ضد محمد و كتابه و رسالته وما كان ينبغي بته ان يقابل الاسلام بكل هذه البغضاء و لا ان يلقي نبيه كل هذا النكير... بدأ الحديث عن اهل الكتاب مقرونا بحسن الظن ورجاء الخير من جانبهم وانتظار عونهم في مواجهة عبدة الاصنام الذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الاخر فاذا كذب الوثنيون التوحيد وخاصموا صاحبه فان اليهود والنصاري لن يفعلوا ذلك!
يقول الله تعالى: (ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن الا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي انزل الينا و انزل اليكم و الهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون) - سورة العنكبوت آية 46

فقد رفض جمهرة أهل الكتاب خصوصا اليهود الاعتراف بالنبي لبجديد و نافسوا المشركين في اطفاء نوره, فقد كان من الممكن ترك الاسلام يعرض نفسه علي الناس بمقياس العقل و المصلحة و هو لا يمال سلاح الا الاقناع فليرفض الاسلام من كرهه فلن يتم اكراهه علي شيء وان النبي مبلغ فقط لكن اهل الكتاب وقفوا منه موقف عداء فاذا انشرح صدر شخص بالاسلام ضاقت صدورهم و تمنوا ان يرتد الي جاهليته (ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم من بعد ما تبين لهم الحق) - سورة البقرة آية 109

و الغريب بعد مرور 15 قرنا من مطلع الرسالة لا يزال هذا الموقف الرائد منهم و بدلا من اعانة المسلمين علي مقاومة الظلام فلايزال يرون ضرورة القضاء علي الاسلام و ابادة اهله, فيقول بعض اهل الكتاب من الصعب تصديق رجل مولع بالنساء تزوج تسعا منهن انه نبي! فقد تزوج محمد بعض الارامل وعاهدهن علي ترك الدنيا و زينتها و طلب منهم الصلاة و الزكاة و قد عرض عليهن جميعا مفارقته ان رغبن في المتاع العاجل. ومع ذلك لا ننكر ان هناك أناس من أهل الكتاب أوتوا سعة في العلم و النزاهة في الحكم آمنوا بموسى و عيسى و محمد جميعا ورفضوا ان يبهتوا عباد الله الصالحين ويناصبوهم العداء و قد اشار القرآن الكريم الي اولئك الصنف من اليهود و النصاري منوها بسيرتهم وعدالتهم (وان من اهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما انزل اليكم و ما انزل اليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا اولئك لهم اجرهم عند ربهم) - سورة النساء آية 162

وهناك من اهل الكتاب خطوا اليالامام خطوة واحدة مدعين ان محمد رسول حقا ولكن الي العرب وحدهم! نحن مع ترحيبنا بكل خطوة سلام نقول ان هذا الموقف لايكفي و لا يشفي فمحمد صلي الله عليه وسلم يحمل اشفية السماء الي اهل الارض اجمعين و التنكر لعموم الرسالة قريب من انكار اصلها