موقع السراج

Alsiraj Banner Image

لماذا خلق الله تعالى النار و هو الرحيم ؟

فلنتخيل معا الحالة الإفتراضية الآتية:
في المدرسة يتم عمل إمتحان للطلبة بالتأكيد المعلم يعرف أن هناك من سينجح من الطلبة و هناك من سيرسب هل معنى هذا أن المعلم سادي لأنه قام بعمل إمتحان؟ و ماذا عن منظومة التعليم في أي دولة هم يعلمون أن الطلبة في نهاية المرحلة الثانوية لكل منهم أمنية في الجامعة و الكلية التي سيتخصص فيها و هم يعلمون أيضاً ان هناك من سيحقق حلمه و هناك من سيفشل فهل معنى ذلك أنهم أشرار لأنهم يعلمون أن هناك من سينجح و هناك من سيرسب؟ لماذا إذن لا نلغي الرسوب و كل شخص يدخل الجامعة التي يتمناها و لا داعي للتوتر؟

الحكمة أن هناك ثواب و عقاب...مكافئة و عقوبة و إلا ما إجتهد أحد في دراسته و ما تطورت البشرية و ما نمت العلوم و لا تطورت الحضارات و لانتشر الجهل و الخرافة بين الناس

و نحن نعلم أن الله تعالى عنده القدرة على خلق ما يشاء فخلق من لاإردة له وهم الملائكة فهم غير مخيرين و لا يملكون القدرة على الخطأ فهو لا يرد في خاطرهم من الأساس و بالتالي لا معنى لمفهوم الثواب و العقاب عندهم لأنهم لن يخطئوا لأنهم خلقوا هكذا بال إرادة و من ثم بلا إحتمال للخطيئة

و خلق سبحانه من عنده الإرادة فكان الإنسان و الجن فهم يملكون إرادة الإختيار و منحهم الأدوات التي تمكنهم من معرفة الصواب و الخطأ و منها:

  • أعطاهم العقل للتمييز بين الصواب و الخطأ
  • و أعطاهم الفطرة و الضمير و القلب يعملوا معاً كبوصلة تتجه ناحيه الصواب حتى يميزوه من داخلهم بسهولة و دون وساطة من أحد
  • أرسل إليهم الرسل و الأنبياء برسالاته لتذكيرهم بالأمانة التي يحملوها و هي رسالة الله في الأرض بتعميرها ونشر الخير فيها و منح الرسل و الأنبياء المعجزات ليستدل بها الإنس و الجن على حقيقة أنهم مرسلون بأمره سبحانه
  • أظهر لهم في عالمهم بدائع صنعه
  • منحهم العلم و زرع فيهم القدرة على التفكير و الإستنتاج و النهم للمعرفة و الإستكشاف ليصلوا بعلمهم لحقيقة جدارته سبحانه بالحب و العبادة و بطلاقة قدرته
  • وفر لهم سبل الحياة الميسرة ليسهل عليهم الحياة و يمكنهم من آداء دورهم فيها

إذن هم مستعدون لخوض غمار الحياة و الدخول لإختبارات الحياة كما يعد المعلم الطالب –و لله المثل الأعلى- للإمتحان إذن إذا فشل الطالب لا تلوم المعلم بل وجب لوم الطالب و من هذا المنطلق خلق النار له حكمتان:
الحكمة الأولى: تلعب دور الرادع و هو من رحمة الله تعالى بخلقه
و طالما أن هناك إختيار فلا بد من وجود ثواب و عقاب و هما من رحمة الله تعالى فكما نعلم (أن من أمن العقاب أساء الأدب) فمن رحمة الله تعالى بنا أن خلق الجنة ليحفز الإنسان للتوجه ناحية الإيمان و أن يحيا بشرف و أمانة محافظا على حقوقه و حقوق الأخرين و خلق سبحانه النار و وصف بشاعتها لخلقه ليس لأنه يريد تعذيب خلقه و لكن لينفرهم منها و من كل ما يقرب إليها من قول أو فعل فالناس منهم من تحفزه المكافئة و منهم من تردعه العقوبه و لا تنسى أن لهذا السبب وجد القانون في حياة البشر ليس للتعذيب و لكن لحفظ حقوق الأفراد و حتى يفكر كل جاني مرتين قبل إتيانه فعل يسيء للآخرين و من ثم تستقيم الحياة

إذن النار رحمة من الله تعالى لأنها تردع الناس عن فعل الشرور فلولاها لعاث الناس فسادا لأنهم أمنوا العقاب و لما راعى إنسان حقوق الآخر لعلمه أنه لن يعاقب و إذا لم تكن تصدقني ارشح لك مشاهدة فيلم التطهير The Purge و كيف أن رفع القانون لساعات بسيطة أخرج كل الشرور الكامنة بداخل البشر

الحكمة الثانية: تلعب دور العقوبة و هو من عدل الله تعالى
و النار كذلك من مظاهر عدالة الله تعالى لأن فيها أخذ الحق لصاحبه ونصر المظلوم الضعيف من ظالمه وإعطاء كل ذي حق حقه فتخيل معي أنك صاحب حق و لا تستطيع أخذه في قوانين البشر ألا يرحك أن تعلم أن الحقيقة عند الخالق و أنه سينصرك مهما طال الزمن

و يجب الا ننسى أن الله تعالى الذي خلق النار هو الذي خلق الجنة فهو الغفور الرحيم الذي يتوب على خلقه و يغفر لهم بمجرد النيه الخالصة للتوبة و العزم على رد الحقوق لأصحابها فبمجرد التوبة تفتح لك أبواب الجنة و تبتعد عنك النار فمل البعض ينظر بعين واحدة و لا يرى الحكمة من وجود الجنة و النار معاً...أنت فقط من ستقرر أين تذهب فإن هلكت فلا تلومن إلا نفسك