موقع السراج

Alsiraj Banner Image

لماذا خلق الله تعالى إبليس ؟
و لماذا انزله الأرض مع أنه محكوم عليه بالعذاب في النار ؟
و ما الفارق بين نزول آدم عليه السلام و نزول إبليس لعنه الله عليه ؟

إبليس من الجن خلقه الله و كان موجودا قبل خلق أدم عليه السلام و لكن المشكلة حدثت عندما شعر بالغيرة الشديدة من تكريم الله تعالى لأدم عليه السلام و أمره الملائكة بالسجود له فرفض حقداً و غلاً (تذكر أن أشرس من حارب النبي من المنافقين و اليهود كان الحقد و الغل هو الدافع أيضاً) و الفارق بين نزول آدم عليه السلام و نزول إبليس لعنه الله أن آدم عليه السلام نزل و قد تاب عن ذنبه و غفر له الله تعالى الذي تاب عليه وهداه ثم أنزله إلى دار الدنيا نبياً مكرماً مغفورا له ليبقى فيها إلى أن ينقضي أجله الذي حدده الله تعالى له بينما نزول إبليس فقد كان بعد معصيته لله التي لم يتب عنها و يندم بل تغلب عليه حقده و بدلاً من أن يطلب الغفران –كما فعل آدم عليه السلام- عاند و استكبر و طلب من الله عز و جل ألا يعجل بعذابه بل يؤخره إلى يوم القيامة لا لشيء سوى غواية ذرية هذا الذي فضله الله تعالى عليه فاستحق عن جدارة لقب إمام الغواية و زعيم أهل النار فهو من سيوسوس للبشر ليحيدوا عن الطريق المستقيم

و الجدير بالذكر أن كفر إبليس لم يكن جحوداً او إنكاراً لوجود الله عز وجل بل هو كفر بالربوبية و كفر بأوامر الله عز وجل وتكبر عليها ولهذا يسمى كفره (كفر الإستكبار) فرغم إيمانه بوحدانية الله وباليوم الآخر و بقدرة الله عليه وأنه سبحانه هو من يحييه ويميته لذا طلب منه سبحانه أن ينظره إلى يوم البعث وكان مؤمنا بالجنة والنار والثواب والعقاب بل وحتى في قسمه أقسم بعزة الله ولم ينفعه ذلك كله بشيء بل على العكس أثبت نفاقه و كذبه بعدما اتخذ إلهه هواه و أعتبر عقله ندا لأوامر الله فلو أن إيمانه و علمه صادقاً كالملائكة ما إنساق وراء حقده و ما تحدى أوامر الله تعالى

و لكن تذكر جيداً هو لا يملك فرض الغواية على الإنسان و إنما أقصى ما يستطيعه هو الوسوسة فإذا تصدى له الإنسان فقط بالإستعاذة بالله من قلبه جرى و هرب أما إذا إنساق له فليذهبا عما إلى نفس المصير فالشيطان لن يجبر الإنسان على الخطيئة و إنما هو مادة إختبار للإنسان هل يطيعه أم يخذله فمن أطاعه فلا يلومن إلا نفسه لأنه هو من قرر بإرادته الحرة إتباع الشيطان و لم يجبره أحد

كما أن الله تعالى قد حذر البشر من الشيطان و غوايته و تخويفه لهم و أوضح لنا أنه عدو لنا و أنه ضعيف الكيد لا يملك من أمر نفسه شيء فما بالك بأمرنا نحن البشر فهو عاجز تماماً لا يملك سوى الوسوسة الخائبة و سلحنا سبحانه و تعالى بالآيات و الأدعية التي ما أن نقرأها حتى يتركنا و يجري و عرفنا سبحانه -عن طريق أنبياءه- كيف نواجهه و كيف ندرب عزيمتنا على عدم الإنصياع له...فما المطلوب أكثر من هذا لتفتح عينيك و لا تسقط في شباكه

و حتى إن سقطت في شباكه منحك الله تعالى نعمة التوبة و الإستغفار الذان بهما تمسح سيئاتك و يغفرها الله لك كأن لم تكن و شرع لك من الفرائض و العبادات ما يمحو سيئاتك و بالتالي ما يمكنك بها جعل كل ما بذله معك من جهد يذهب سدى دون فائدة فما أن تستغفر حتى يمحو الله تعالى ذنبك فيذهب كل ما بذله الشيطان من جهد لغوايتك هباء...

حقيقة إبليس أكثر خلق الله مجهود ضائع فهو يبذل قصارى جهده ليغويك و في لحظة يمحى كل جهده و يذهب ادراج الرياح...مسكين حقاً