موقع السراج

Alsiraj Banner Image

القاسم بن محمد بن أبي بكر
رضي الله تعالى عنه

نسبه رضي الله تعالى عنه
حفيد خليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبي بكر الصديق عبد الله بن أبي قحافة . يكنى أبا محمد. وقال ابن سعد:أمه أم ولد يقال لها سودة ، وكان ثقة ، عالما ، رفيعا ، فقيها ، إماما ، ورعا ، كثير الحديث هو الإمام القدوة الحافظ الحجة، عالم وقته بالمدينة مع سالم وعكرمة، أبو محمد وأبو عبد الرحمن القريشي التيمي البكري المدني

ولد في خلافة الإمام علي، فروايته عن أبيه عن جده انقطاع على انقطاع ، فكل منهما لم يلحق أباه ، وربي القاسم في حجر عمته أم المؤمنين عائشة وتفقه منها، وأكثر عنها

عن موسى بن عقبة ، عن محمد بن خالد بن الزبير قال : كنت عند عبد الله بن الزبير ، فاستأذن القاسم بن محمد ، فقال ابن الزبير : ائذن له ، فلما دخل عليه قال له : مهيم ؟ قال : مات فلان ، فذكر قصته ، قال : فولى ، فنظر إليه ابن الزبير وقال : ما رأيت أبا بكر ولد ولدا أشبه به من هذا الفتى

فضائله رضي الله تعالى عنه
اولاً:علمه رضي الله تعالى عنه
وعن القاسم قال : كانت عائشة قد استقلت بالفتوى في خلافة أبي بكر وعمر ، وإلى أن ماتت ، وكنت ملازما لها مع ترهاتي وكنت أجالس البحر ابن عباس ، وقد جلست مع أبي هريرة ، وابن عمر فأكثرت . فكان هناك -يعني ابن عمر- ورع وعلم جم ، ووقوف عما لا علم له به

وروى عن ابن مسعود مرسلا ، وعن زينب بنت جحش مرسلا ، وعن فاطمة بنت قيس ، وابن عباس ، وابن عمر ، وأسماء بنت عميس جدته ، وأبي هريرة ، ورافع بن خديج ، وعبد الله بن خباب ، وعبد الله بن عمرو ، ومعاوية ، وطائفة ، وعن صالح بن خوات ، وعبد الرحمن ومجمع ابني يزيد بن جارية

وروى ابن شوذب ، عن يحيى بن سعيد قال : ما أدركنا بالمدينة أحدا نفضله على القاسم

وروى وهيب ، عن أيوب ، وذكر القاسم فقال : ما رأيت رجلا أفضل منه ، ولقد ترك مائة ألف وهي له حلال

قال ابن المديني : له مائتا حديث

وروى عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه قال : ما رأيت أحدا أعلم بالسنة من القاسم بن محمد ، وما كان الرجل يعد رجلا حتى يعرف السنة ، وما رأيت أحد ذهنا من القاسم ، إن كان ليضحك من أصحاب الشبه كما يضحك الفتى

وروى خالد بن نزار ، عن ابن عيينة قال : أعلم الناس بحديث عائشة ثلاثة : القاسم وعروة وعمرة وقال جعفر بن أبي عثمان : سمعت يحيى بن معين يقول : عبيد الله بن عمر ، عن القاسم ، عن عائشة ترجمة مشبكة بالذهب

قال ابن وهب : ذكر مالك القاسم بن محمد فقال : كان من فقهاء هذه الأمة ، ثم حدثني مالك أن ابن سيرين كان قد ثقل وتخلف عن الحج ، فكان يأمر من يحج أن ينظر إلى هدي القاسم ولبوسه وناحيته ، فيبلغونه ذلك ، فيقتدي بالقاسم

قال مصعب الزبيري : القاسم من خيار التابعين
وقال العجلي : كان من خيار التابعين وفقهائهم ، وقال : مدني تابعي ثقة ، نزه ، رجل صالح
وعن أبي الزناد قال : ما كان القاسم يجيب إلا في الشيء الظاهر . ابن وهب ، عن مالك أن عمر بن عبد العزيز قال : لو كان إلي من هذا الأمر شيء ما عصبته إلا بالقاسم بن محمد

قال يحيى القطان : فقهاء المدينة عشرة ، فذكر منهم القاسم وقال عبيد الله بن عمر : كان القاسم لا يفسر القرآن

وقال عكرمة بن عمار : سمعت القاسم وسالما يلعنان القدرية

وعن مالك أن عمر بن عبد العزيز قال: لو كان لي من الامر شيء لوليت القاسم بن محمد الخلافة

وعن أبي الزناد قال: ما رأيت أحداً أعلم بالسنة من القاسم بن محمد، وكان الرجل لا يعد رجلاً حتى يعرف السنة

قال مالك : وكان يزيد بن عبد الملك قد ولي العهد قبل ذلك ، قال : وكان القاسم قليل الحديث ، قليل الفتيا ، وكان يكون بينه وبين الرجل المداراة في الشيء ، فيقول له القاسم : هذا الذي تريد أن تخاصمني فيه هو لك ، فإن كان حقا ، فهو لك ، فخذه ، ولا تحمدني فيه ، وإن كان لي ، فأنت منه في حل ، وهو لك

وعن أيوب قال: سمعت القاسم يُسأل بمنى فيقول لا أدري، لا أعلم. فلما أكثروا عليه قال: والله لا نعلم كلّ ما تسألونا عنه، ولو علمنا ما كتمنا "كم" ولا حل لنا أن نكتمكم وعن يحيى بن سعيد قال سمعت القاسم يقول: ما نعلم كل ما نسأل عنه ولأن يعيش الرجل جاهلاً بعد أن يعرف حق الله تعالى عليه خير له من أن يقول ما لا يعلم

ثانياً:اخلاقه رضي الله تعالى عنه
قال يحيى بن سعيد : كان القاسم لا يكاد يعيب على أحد ، فتكلم ربيعة يوما فأكثر ، فلما قام القاسم ، قال : وهو متكئ علي : لا أبا لغيرك ، أتراهم كانوا غافلين عما يقول صاحبنا -يعني عما يقول ربيعة برأيه

وعن سفيان قال: اجتمعوا إلى القاسم بن محمد في صدقة قسمها، قال وهو يصلي: فجعلوا يتكلمون فقال ابنه: إنكم اجتمعتم إلى رجل والله ما نال منها درهماً ولا دانِقا قال: فأوجز القاسم ثم قال: يابني قل فيما علمت قال سفيان: صدق ابنه ولكنه أراد تأديبه في النطق وحفظه

ثالثاً:ملبسه رضي الله تعالى عنه
أبو نعيم : حدثنا خالد بن إلياس قال : رأيت على القاسم جبة خز ، وكساء خز ، وعمامة خز . وقال أفلح بن حميد : كان القاسم يلبس جبة خز . وقال عطاف بن خالد : رأيت القاسم وعليه جبة خز صفراء ، ورداء مثنيٌّ

وقال معاذ بن العلاء : رأيت القاسم وعلى رحله قطيفة من خز غبراء ، وعليه رداء ممصر . وقال ابن زبر : دخلت على القاسم وهو في قبة معصفرة ، وتحته فراش معصفر

وقال خالد بن أبي بكر : رأيت على القاسم عمامة بيضاء ، قد سدل خلفه منها أكثر من شبر . وقيل : كان يخضب رأسه ولحيته بالحناء ، وكان قد ضعف جدا . وقيل : كان يصفر لحيته

حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب الصائغ ، قال : ثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم ، قال : ثنا حاتم الجوهري ، قال : ثنا عارم ، قال : ثنا حماد بن سلمة ، عن أيوب قال : رأيت على القاسم بن محمد قلنسوة من خز أخضر ، ورداء سابريا له علم ملون مصبوغ بشيء من زعفران ويدع مائة ألف يتلجلج في نفسه منها شيء

رابعاً:زهده رضي الله تعالى عنه
وعن أيوب قال: رأيت على القاسم رداء قد صبغ بشيءٍ من زعفران ويدع مائة ألفٍ لم يتلجلج في نفسه شيء منها
عن سليمان بن قتة قال : أرسلني عمر بن عبيد الله التيمي إلى القاسم بخمس مائة دينار ، فأبى أن يقبلها

خامساً:تواضعه رضي الله تعالى عنه
عن يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق قال : رأيت القاسم بن محمد يصلي ، فجاء أعرابي فقال : أيما أعلم أنت أم سالم ؟
فقال : سبحان الله ، كل سيخبرك بما علم
فقال : أيكما أعلم ؟
قال : سبحان الله ، فأعاد
فقال : ذاك سالم ، انطلق ، فسله
فقال عنه . قال ابن إسحاق : كره أن يقول : أنا أعلم ، فيكون تزكية ، وكره أن يقول : سالم أعلم مني فيكذب . وكان القاسم أعلمهما

سادساً:اسناده رضي الله تعالى عنه
أسند القاسم عن أبي هريرة وابن عباس وعائشة وأسلم مولى عمر، وصالح بن خوات في آخرين

خبره مع عمر بن عبد العزيز
حدثنا سليمان بن أحمد ، قال : ثنا إسحاق بن عثمان بن طلحة ، عن أفلح بن حميد : أن عبد الملك بن مروان لما توفي أسف عليه عمر بن عبد العزيز أسفا منعه من العيش ، وقد كان ناعما فاستشعر المسح سبعين ليلة ، فقال له القاسم بن محمد : أعلمت أن من مضى من سلفنا كانوا يحبون استقبال المصائب بالتجمل ؛ ومواجهة النعم بالتذلل ، فراح - عمر من عشية يومه في مقطعات من حبرات أهل اليمن شراؤها ثمانمائة دينار وفارق ما كان يصنع

من اقواله رضي الله تعالى عنه
قال يحيى بن سعيد : سمعت القاسم بن محمد يقول : لأن يعيش الرجل جاهلا بعد أن يعرف حق الله عليه خير له من أن يقول ما لا يعلم
وقال هشام بن عمار ، عن مالك : قال : أتى القاسم أمير من أمراء المدينة ، فسأله عن شيء ، فقال : إن من إكرام المرء نفسه أن لا يقول إلا ما أحاط به علمه
وروى محمد بن عبد الله البكري ، عن أبيه : قال القاسم بن محمد : قد جعل الله في الصديق البار المقبل عوضا من ذي الرحم العاق المدبر
روى أفلح بن حميد ، عن القاسم قال : اختلاف الصحابة رحمة
حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، قال : ثنا محمد بن إسحاق ، قال : ثنا قتيبة بن سعيد ، قال : ثنا مالك بن أنس ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، أنه كان يقول إن هذه الذنوب لاحقة بأهلها

من امثلة مسانيد حديثه
حدثنا سليمان بن أحمد ، قال : ثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن أيوب ، عن القاسم بن محمد ، عن عائشة : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى الغيث قال:(اللهم صيبا هينا) رواه نافع مولى ابن عمر ، عن القاسم نحوه

حدثنا أبو بكر بن خلاد ، قال : ثنا الحارث بن أسامة ، قال : ثنا عبد الوهاب بن عطاء ، قال : ثنا عباد بن منصور ، عن القاسم بن محمد ، عن عائشة رضي الله تعالى عنها ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:(إن الله تعالى يربي لأحدكم اللقمة كما يربي أحدكم فصيله حتى يجعلها له مثل جبل أحد)

حدثنا عبد الله بن جعفر ، قال : ثنا يونس بن حبيب ، قال : ثنا أبو داود ، قال : ثنا موسى بن تليدان من آل أبي بكر الصديق - رضي الله تعالى عنه - قال :سمعت القاسم بن محمد يحدث ، عن عائشة رضي الله تعالى عنها ، قالت : أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة ، فقالت له - أي عائشة رضي الله تعالى عنها - أخبرتك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : هكذا حدثت ، وهكذا حفظت . رواه عمر بن علي المقدمي وعبد الصمد وسعيد بن عامر ، عن موسى مرفوعا ، ورواه حماد بن سلمة ، عن يزيد بن سخبرة ، عن القاسم ، عن عائشة مرفوعا

حدثنا أبو بكر بن خلاد ، قال : ثنا الحارث بن أبي أسامة ، قال : ثنا يزيد بن هارون ، قال : ثنا حماد بن سلمة ، عن ابن سخبرة ، عن القاسم بن محمد ، عن عائشة رضي الله تعالى عنها ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " أعظم النساء بركة أيسرهن مؤونة " . رواه أحمد بن حنبل وأبو خيثمة والناس عن يزيد بن هارون مثله ، ورواه صفوان بن سليم عن عروة ، عن عائشة نحوه

عن وفاته رضي الله تعالى عنه
وتوفي سنة ثمانٍ ومائة: وقيل سنة تسع، وهو ابن سبعين أو اثنتين وسبعين سنة، وكان قد ذهب بصره عن رجاء بن أبي سلمة قال: مات القاسم بن محمد بين مكة والمدينة حاجاً أو معتمراً فقال لابنه: سن على التراب سناً وسو على قَبري والحق بأهلك وإياك أن تقول: كان وكان-رحمه الله

قيل : إنه مات بقديد ، فقال : كفنوني في ثيابي التي كنت أصلي فيها ، قميصي وردائي .هكذا كفن أبو بكر . وأوصى أن لا يبني على قبره