موقع السراج

Alsiraj Banner Image

هل أباح الإسلام الزواج من القاصرات
و هل تزوج النبي صلى الله عليه و سلم أم المؤمنين
السيدة عائشة رضي الله عنها و هي طفلة

Islam Forbids Marrying Children

الإدعاء الأول: هل الإسلام يبيح زواج القاصرات
قال تعالى: ((وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ) – سورة الطلاق آية 4 فسر عدد من المفسرين قوله تعالى (وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ )) ان المقصود بها الصغار اللائي لم يبلغن سن الحيض و من هنا فهم البعض أن الإسلام أباح زواج القاصرات فمثلا قال البغوي كما في (فتح الباري): أجمع العلماء أنه يجوز للآباء تزويج الصغار من بناتهم، وإن كُنَّ في المهد، إلا أنه لا يجوز لأزواجهن البناء بهنَّ إلا إذا صلحن للوطء واحتملن الرجال
كما إدعى البعض ان النبي صلى الله عليه و سلم قال: (زوجوا بناتكم أو أطفالكم قبل البلوغ) و هو كذب و إدعاء باطل

الرد
أولا: رد الأزهر الشريف
قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن مسألة تحديد سن الزواج تخضع لظروف العصر، فهناك مجتمعات تختلف فيها ظروف العمل عن الأخرى وبالتالي يختلف فيها سن الزواج، لافتًا إلى أنه لا مانع من زواج البنت عند 18 عامًا وهو بداية سن الإدراك.
وأضاف الطيب، في فيديو مسجل له بثته الصفحة الرسمية للأزهر على "فيس بوك"، أنه لم يرِد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(زوجوا بناتكم أو أطفالكم قبل البلوغ) كاشفا أن السكوت عن هذا النوع من الزواج يرجع إلى فراغ تشريعي.
وأشار شيخ الأزهر، إلى أن العلماء اختلفوا في زواج القاصرات، فمنهم من أجازه، ومنهم من قال إنه باطل ولا يترتب عليه أي أثر، وإذا مات أحد الزوجين لا يرث الآخر.
وأوضح شيخ الأزهر، أن الفتاة في سن 15 عامًا تحتاج إلى رعاية كبيرة لمعرفة ماذا تعني كلمة الأسرة وانتقالها من بيت أهلها إلى بيت تنفرد بإدارته وكيفية التعامل مع زوجها.
ولفت الطيب، إلى أن زواج الولد والفتاة وهما في سن الـ15 عامًا خطر، فالولد تلعب به العواطف في هذا السن أكثر من القوى العقلية، مشددًا على أن الإسلام لا يبيح الزواج الذي يترتب عليه ضرر نفسي واجتماعي وأخلاقي.
وقال شيخ الأزهر، إن المقصد الشرعي من الزواج هو السكن بمعنى الراحة.
لقراءة الخبر على موقع مصراوي برجاء الضغط على الرابط
لمشاهدة رأي شيخ الأزهر في زواج القاصرات برجاء الضغط على الرابط

و يقول الدكتور عبدالحليم منصور في مقالته في جريدة صوت الأزهر: زواج القاصرات في ميزان الفقه الإسلامي

إن مسألة تحديد سن الزواج مسألة مصلحية تتغير بتغير الزمان والمكان وأعراف الناس وظروفهم، وليست مسألة تعبدية، تعبدنا الله عز وجل بها، وإنما هى مسألة تنظيمية موكولة إلى ولى الأمر، يتغيا فيها الصالح العام، وفقا لظروف الناس ومصالحهم وهذا الاتجاه ذهب إليه فى الفقه الإسلامى العلامة ابن شبرمة، وعثمان البتى، وأبوبكر الأصم، وابن حزم، وآخرون ويستدل على ذلك بما يأتى

  1. قول الله تعالى: ((وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُم)) ويتجلى وجه الدلالة من الآية على المطلوب فى أن الحق سبحانه وتعالى أمر الأولياء بدفع أموال اليتامى إليهم حين إيناس الرشد منهم، وهذا واضح من منطوق الآية، كما وضح من مفهومها المخالف أنه فى حين عدم إيناس الرشد منهم عدم جواز دفع الأموال إليهم خوفا عليها من الهلاك والتلف والضياع فيما لا يفيد. وإذا كان الأمر على هذا النحو فى أمر المال، وهو دون أمر الزواج أهمية، وخطورة، فيكون الرشد أيضاً شرطا فى هذا العقد للزوجين، لأن عقد الزواج أهم وأخطر من غيره مما يتعلق بأمر المال
  2. إن عقد الزواج شرعه الحق سبحانه وتعالى لتحقيق مجموعة من المقاصد والغايات مثل قضاء الوطر والرغبة الجنسية، وكذا الحفاظ على النسل، وكلا الأمرين منتف فى هذا الزواج، إذ لا شهوة للصغير، ولا يتأتى منه التوالد ولا التناسل
  3. إن عقد الزواج كما يقول العلماء عقد يراد للدوام والاستمرار، ومن ثم فليس من العقل ولا من المنطق، ولا من الحكمة إلزام الصغير أو الصغيرة بعقد لم يرغبا به

والسؤال الذى يطرح نفسه الآن هل تدخل المشرع بتحديد سن الزواج يخالف الشريعة الإسلامية ويعارضها أم يتفق ويتناغم معها؟ وللإجابة على ذلك أقول

  1. إن من له أدنى بصر فقه الشريعة الإسلامية يدرك تمام الإدراك أن عقد الزواج عقد ذو مسئوليات خاصة، فهو الميثاق الغليظ، والرباط الوثيق، وهو عقد يراد للدوام وللاستمرار، وليس عقدا عبثيا يقام اليوم ويهدم غدا ((كالتى نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا))
  2. من المعلوم فقها وشرعا أن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والشخص والحادثة، فما صلح لوقت ليس بالضرورة أن يكون صالحا لغيره، وما ساغ فى مكان ليس من الضرورى أن يسوغ فى كل الأمكنة، ومن يتابع سيرة الشيخين أبى بكر وعمر ومن بعدهما يجد أن جل التشريعات التى سنها أبوبكر فى عهده، سن عمر خلافها، كما فى قسمة الأراضى المفتوحة، وكما هو الأمر فى العطاء من بيت مال المسلمين، وكما فى التقاط ضوال الإبل، وكما فى تضمين الصناع، وغير ذلك كثير، وهو كما يقول العلماء (اختلاف عصر وأوان وليس اختلاف حجة وبرهان)

ثانيا: رد دار الافتاء المصرية
كدت دار الإفتاء المصرية أن زواج القاصرات حرام شرعًا، كما أنه مخالف للقانون؛ لأنه يؤدي إلى الكثير من المفاسد والأضرار في المجتمع

و قد قامت دار الإفتاء المصرية بعمل فيديو تعليمي لتوعية الناس بخطورة زواج القاصرات و رفض الإسلام له و يمكن مشاهدته في بالضغط على الرابط

ويوضح فيديو موشن جرافيك أنتجته وحدة الرسوم المتحركة بالدار أن الإسلام اعتنى بالأسرة أعظم عناية، واهتم بأسس تكوينها اهتمامًا عظيمًا، كما أكد الفيديو على تعميق أسس ترابطها، وما يؤدي إلى تماسكها واستمرارها

وأضاف الفيديو أنه بالنظر إلى مقاصد الشريعة الإسلامية والحكمة من الزواج، يتبين لنا أن ما يقدم عليه البعض من تزويج البنات القاصرات هو عمل منافٍ لهذه المقاصد وتلك الحكمة، ويمثل جريمة في حقهن؛ وذلك لعدم قدرة الفتاة القاصر على تحمل مسؤولية الحياة الزوجية والقيام بالأعباء المادية والمعنوية اللازمة لاستمرارها، مما ينتج عنه الكثير من الأضرار والمفاسد التي تؤدي لفشل هذه الزيجات وانتشار حالات الطلاق المبكر

وأشارت دار الإفتاء إلى أن الحكم الشرعي المناسب للواقع والحال والمتوافق مع الحكمة من الزواج هو حرمة زواج القاصرات، ووجوب الالتزام بالسِّنِّ القانونية لزواج الفتيات، والقاعدة الشرعية تقرر أن: ((دَفع المفاسِد مُقدَّمٌ على جلبِ المصالِح))

ثالثا: آراء أخرى و ملاحظات

  1. جاء ذكر (اللائي لم يحضن) في الآية 4 من سورة الطلاق هذه السورة الكريمة نزلت لتبين أحكام الله عز وجل في الطلاق و تحديد عدة المرأة المطلقة و العدة هي فعليا إجراء إحترازي للنساء أو الأرامل حتى لا ينسب مولود لغير أبيه فكيف تدخل الطفلة الصغيرة في العدة و هي لم تحض و بالتالي لا تملك القدرة على الحمل إمتدادا لهذه الملاحظة نجد أن المرأة المطلقة التي لم يحصل بينها و بين زوجها اتصال جنسي ليست لها عدة لإنعدام وجود إمكانية حمل ؛ كما جاء في قوله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا)) - سورة الأحزاب آية 49
  2. ماذا تعني الآية (إِنِ ارْتَبْتُمْ) ؟
    الريبة والارتياب هو الشك فى احصاء العدة، ومن الواضح ان الطفلة التي لم تبلغ سن الحيض لا يعقل أن تثير ريبة بشأن الحيض او الحمل من عدمه، فهي طفلة لم تبلغ، ولم تحض، فلماذا الريبة ؟ الريبة هي فى الزوجة التى غير يائسة و غير حامل و لكنها لا تحيض، و لهذا الريبة (إِنِ ارْتَبْتُمْ) ، وهذا يحدث فى عدة حالات، منها المرضعة و المريضة التى يؤثر مرضها على عادتها الشهرية فينقطع الحيض بعض الوقت، كذلك المرأة التى قرب سنها من سن اليأس من الحيض، فالمرأة في هذه الحالة لا ينقطع عنها الحيض دفعة واحدة بل تبقى دورتها الشهرية مضطربة عدة أشهر قبل أن ينقطع تماما... و لهذا يستحيل أن يكون (وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ) فى سياق هذا الآية هي الصغيرة السن التى لم تبلغ سن الحيض، لأنه لا ريبة فى هذه الحالة، فليس هناك ارتياب فى حيضها بما أنها لم تبلغ سن الحيض
  3. قال الله تعالى في سورة النساء: ((وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا)) - النساء 6 فقول الله تعالى: (إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ ...) جاءت فى سياق رعاية أموال اليتامى (ذكور و اناث) و لكن هي اشارة واضحة بييّنة ليس فيها شك أن النكاح للبالغين و ليس للقاصرين، و أنه لا يعقل شرعا و لا عقلا أن تُزوج الطفلة الصغيرة قبل بلوغ سن النكاح، أي بعد الحيض، وهذه هي الفطرة الربانية و العرف الإنساني اللذان يقرهما القرآن بل أكثر من ذلك فقد اتربط إضافة للبلوغ البيولوجي بالنضوج العقلي في قوله تعالى: ((آنستم رشدا)) ؛ أي أن الإنسان يجب أن يكون صالحاً لتحمل مسؤولية الزواج و تكوين أسرة بما في ذلك من رعاية و تربية للأبناء ، إذ لا يصح لطفلة أن تتصرف في مالها دون سن الرشد فما بالك أن تربي أطفالاً مثلها.
  4. قال تعالى في سورة النور: ((يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمْ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاَةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنْ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاَةِ الْعِشَاءِ ثَلاَثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلاَ عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآياتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )) - سورة النور آية 58
    نفهم هنا أن من لم يبلغوا الحلم لا يجب أن يطلعوا على العورات في منهاج رب العالمين فكيف يكون في شريعته زواج الصغير ؟
  5. رجاء عزيزي القاريء لا تنسى أن الإسلام لم ينزل على اي شيخ من شيوخ الإسلام مهما عظم شأنه و إنما نزل على محمد صلى الله عليه و سلم فلا تلزم نفسك أو غيرك برأي شيخ بعينه لأنهم –ولهم منا كل الإحترام و التقدير- في نهاية الأمر بشر يحتمل رأيهم الصواب و الخطأ ما لم يكون هناك نص واضح في القرآن الكريم أو صحيح الأحاديث و لا تنسى حديث النبي صلى الله عليه و سلم عن وابصة بن معبد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ((جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنْ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ فَقَالَ نَعَمْ فَجَمَعَ أَنَامِلَهُ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِهِنَّ فِي صَدْرِي وَيَقُولُ يَا وَابِصَةُ اسْتَفْتِ قَلْبَكَ وَاسْتَفْتِ نَفْسَكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ)) - رواه الإمام أحمد (17545)

    فلا تلزم الإسلام و المسلمين برأي شيخ بعينه و كذلك لا تحكم على الإسلام و المسلمين بناء على قبولك أو رفضك لرأي شيخ لأن الرأي ينسب لصاحبه و لا يجوز الحكم على دين كامل بناء على تفسير عالم او حتى مجموعة علماء لآية معينه طالما هناك من العلماء الأجلاء من يخالفهم الرأي و إنما نستفت قلوبنا فتدلنا على الخير ان شاء الله

  6. تجديد الفتاوى الدينية واجب على علماء الدين طالما أن هناك تعدد للآراء في قضية معينة و طالما هذه الآراء صدرت عن علماء متخصصين في الفتوى و رأيهم له وجاهته و أسانيده من القرآن و صحيح السنة فعلينا إختيار الرأي الأنسب لزماننا فلا يصح أن نلزم أمة الإسلام بفتاوى اصدرها علماء منذ مئات الأعوام و نحاول إجبار الأمة الآن على تنفيذها و تقبلها في عصرنا الحالي كما انه ليس من الإنصاف مهاجمة الدين الإسلامي بناء على فتوى الشيخ فلان أو رأي الشيخ فلان لأن كل شيخ مهما عظم شأنه إنسان قد يصيب و قد يخطيء و طالما أن هناك من علماء الدين المعاصر من رفض هذه الفتاوى و قدم أسانيده القوية من القرآن و صحيح السنة.

الإدعاء الثاني: هل تزوج النبي صلى الله عليه و سلم أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها و هي طفلة
هناك العديد من الآراء فيما يتعلق بعمر السيدة عائشة وقت زواجها و منها
أولا: بإستخدام تاريخ ميلاد أختها السيدة أسماء (ذات النطاقين) رضي الله تعالى عنه
كانت (أسماء) تكبر (عائشة) بـ(10) سنوات و يروى كتاب أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير أن (أسماء) ولدت قبل الهجرة للمدينة بـ (27) عاما, ما يعنى أن عمرها مع بدء البعثة النبوية عام (610م) كان (14) سنة, وذلك بإنقاص من عمرها قبل الهجرة (13) سنة وهى سنوات الدعوة النبوية فى مكة, لأن (27-13= 14سنة), وكما ذكرت جميع المصادر بلا اختلاف أنها أكبر من (عائشة) بـ (10) سنوات, إذن يتأكد بذلك أن سن (عائشة )كان (4) سنوات مع بدء البعثة النبوية فى مكة, أى أنها ولدت قبل بدء الوحى بـ (4) سنوات كاملات, وذلك عام (606 م), ومؤدى ذلك بحسبة بسيطة أن الرسول عندما تزوجها فى المدينة سنة (2) هجريا كان عمرها = 4(عمرها وقت البعثة) + 13 (مدة الدعوة في مكة) + 2 (لأنه صلى الله عليه و سلم تزوجها سنة 2 بعد الهجرة للمدينة) بمعنى (4+13+2=19) سنة

ثانيا: بإستخدام تاريخ وفاة أختها السيدة أسماء (ذات النطاقين) رضي الله تعالى عنه
تؤكد المصادر التاريخية السابقة بلا خلاف بينها أن (أسماء) توفيت بعد حادثة شهيرة مؤرخة ومثبتة، وهى مقتل ابنها (عبد الله بن الزبير) على يد (الحجاج) الطاغية الشهير, وذلك عام (73هـ), وكانت تبلغ من العمر (100)سنة كاملة, فلو قمنا بعملية طرح لعمر( أسماء) من عام وفاتها (73هـ), وهى تبلغ (100) سنة فيكون ( 100-73=27 سنة) وهو عمرها وقت الهجرة النبوية, وذلك ما يتطابق كليا مع عمرها المذكور فى المصادر التاريخية فإذا طرحنا من عمرها (10) سنوات- وهى السنوات التى تكبر فيها أختها (عائشة)- يصبح عمر (عائشة) (27-10=17سنة) وهو عمر (عائشة) حين الهجرة, ولو بنى بها - دخل بها - النبى فى نهاية العام الأول يكون عمرها آنذاك(17+1=18 سنة) وهو ما يؤكد الحساب الصحيح لعمر السيدة (عائشة) عند الزواج من النبى

وما يعضد ذلك أيضا أن (الطبرى) يجزم بيقين فى كتابه (تاريخ الأمم) أن كل أولاد (أبى بكر) قد ولدوا فى الجاهلية, وذلك ما يتفق مع الخط الزمنى الصحيح

و الخلاصة
هناك آراء كثيرة في عمر السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها وقت زواجها بالنبي صلى الله عليه و سلم و ذلك لأن الناس في ذلك الوقت لم يهتموا كثيرا بشأن أعمار أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن كما أن القضية لا تمس أساس الإسلام في شيء لأننا لا نستطيع أن نغفل أن لكل زمن مقاييس و معايير فلا يهمنا ما عمر السيدة عائشة لأن الأمانة العلمية تقتضي أن نحكم على كل زمن بمقايسه هو لا مقاييس زماننا هذا و إلا إرتكبنا خيانة علمية..إذا لم تصدقني عزيزي القاريء فبالله عليك إسأل جدتك كم كان عمرها عندما تزوجت؟ فما بالك بالوضع منذ أكثر من الف و أربعمائة عام مضت

و الجدير بالذكر أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت قبل خطبتها للنبي صلى الله عليه و سلم مخطوبة لجبير بن المطعم بن عدي، فهي ناضجة من حيث الأنوثة مكتملة بدليل خطبتها السابقة كما أن زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة رضي الله عنها كان أصلا باقتراح من خولة بنت حكيم على الرسول صلى الله عليه وسلم لتوكيد الصلة مع أحب الناس إليه سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه لتربطهما أيضاً برباط المصاهرة الوثيق و لا تنسى أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يحيا في بيئة عدائية تتمنى له أن يرتكب أي خطأ ليجدوا ذريعة للهجوم عليه فبالله عليك إذا كان ألد أعدائه صلى الله عليه و سلم من كبار المشركين و المنافقين لم يجد في زواجه من عائشة رضي الله تعالى عنها ما يشينه أو يعيبه فلم يرد عن شخص واحد أيا كان فجره و كراهيته للنبي صلى الله عليه و سلم أنه عاب عليه زواجه منها فكيف ندينه نحن الآن؟