موقع السراج

Alsiraj Banner Image

الرسول الاعظم من التاريخ الماضي

ليس من الصعب تقديم الكثير مما كتبه المعجبين والنقاد في مدح محمد صلى الله عليه وسلم فالبرغم مـن موضوعيتهم فإن العقول المريضة تستطيع دائماً أن تجد طريقها إلى الطعن

فليسمح لي القراء أن آخذهم معي لكي نغوص في تاريخ الماضي السحيق

منذ مائة وخمسون سنة وفي يوم الجمعة الموافق الثامن من مايو سنة 1840م وفي الوقت الذي كان يعتبر فيه أي قول حسن عن محمد صلى الله عليه وسلم جريمة وحيث كان الغرب المسيحي ينشأ على كراهية محمد صلى الله عليه وسلم ودينه بنفس الطريقة التي كان الكلاب يدربون بها في بلدتي على كراهية السود

في هذا الوقت من الزمان ألقى توماس كارلايل وهو من أعظم مفكري القرن الماضي سلسلة من المحاضرات تحت عنوان الأبطال وعبادة الأبطال "

المرض المتوارث Developed Sickness
استعرض كارلايل في بداية حديثه هذا التعصب الأعمى ورجع في ذلك إلى أحد عمالقة الأدب وهو رجل الدولة والعالم الهولندي هوجو جروتيوس (
[1]) والذي كان قد كتب مقالة حاقدة وبذيئة عن نبي الإسلام وقد اتهم النبي الكريم كذباً بأنه كان يقوم بتدريب الحمام على التقاط الحبوب من أذنيه حتى يستطيع بهذه الحيلة أن يوهم الناس أن روح القدس ( جبريل عليه السلام ) قد جاءه على شكل حمامة ليوحي إليه برسالة الله والتي دونها بعد ذلك في كتابه المقدس المسمى بالقرآن وبالطبع فإن جروتيوس كتب هذه الرواية الزائفة بوحي من قراءاته التي تأثر بها في الإنجيل

( فلما اعتمد يسوع صعد للوقت في الماء وإذا السموات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة وآتياً عليه ) ( إنجيل متى 3 : 16 )

أين الدليل Where’s The Authority
وقد أراد بوكوك Pococke وهو أحد المفكرين المحترمين في هذا الوقت مثل " توما الشكاك " في إنجيل يوحنا ( 20 : 25 ) ( [2]) برهانا لرواية محمد صلى الله عليه وسلم والحمام والحبوب وكانت إجابة جروتيوس له : " لا يوجد برهاناً ! "

لقد أراد فقط اختراع هذه الحكاية لكي يقدمها لجمهوره فقد كانت نظرية " الحمام والحبوب " بالنسبة إليه وإلى جمهوره أكثر قبولاً من قصة ملك الوحي " جبريل عليه السلام " الذي كان يبلغ محمد صلى الله عليه وسلم وحي الرسالة وقد عصرت هذه الأباطيل قلب كارلايل


[1]
ص 57 من كتاب ( الأبطال وعبادة البطل والبطولات في التاريخ ) لندن 1959 لتوماس كارلايل

[2]
هذه الفقرة الإنجيلية التي أشار إليها ديدات سأوردها فيما يلي لأوضح للقارئ غرض ديدات وليزداد إدراكاً بالواقع ولنشاركه في إصدار الحكم على هذه الأفكار والمعتقدات الباطلة

 " فقال له التلاميذ الآخرون قد رأينا الرب فقال لهم إن لم أبصر في يديه أثر المسامير وأضع أصبعي في أثر المسامير وأضع يدي في جنيه لا أومن " ( يوحنا 20 : 25 ) المترجم