موقع السراج

Alsiraj Banner Image

الرد على مزاعم وجود أيات عنف في القرآن الكريم

آيات العنف...المعنى الحقيقي
سورة 66 الآية 9

هذه الآية من سورة التحريم يقول تعالى: (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) – سورة التحريم آية 9

و في الآية الكريمة يأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه و سلم بقوله (جَاهِدِ) و لم يقل (أقتل) فكلمة (جَاهِدِ) لها معاني كثيرة في القرآن و لا تعني بالضرورة قتال أما إذا أراد الله تعالى أن يأمر نبيه صلى الله عليه و سلم بالقتال فيكون الأمر واضحا مثل قوله تعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ) - سورة البقرة آية 216 أما الفعل (جَاهِدِ) غالبا ما تعني الجهاد بالمال و النفس كما في الآية الكريمة: (لاَ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا) - سورة النساء آية 95

يفسر علماء الدين كلمة (جَاهِدِ) بمعنى مناقشتهم بدعوتهم لنقاش مفتوح مع الكفار بإستخدام القرآن الكريم لإثبات نفاقهم و ضعف حجتهم بالدليل العقلي و تهديدهم –لا بالقتل- و لكن بأن مصيرهم انار إذا أصروا على معاداة الإسلام و قتاله و لإثبات رؤيتهم فقد إستخدموا الآية الكريمة حيث يقول تعالى: (فَلاَ تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا) – سورة الفرقان آية 52 و المقصود باستغراق الوسع في مدافعة الباطل الاعتقادي والفكري بهذا الكتاب المبين وبمنهجه القويم فالضمير في (به) يعود على القرآن كما قال ابن عباس -رضي الله عنهما- أو يعود على الإسلام كما قال ابن زيد (يراجع تفسير الطبري للآية)

و تاريخ النبي صلى الله عليه و سلم يثبت هذا التفسير و يدعمه فهو صلى الله عليه و سلم لم يدخل حربا مطلقا ضد المنافقين و يكفي للإستشهاد قصة عبد الله ابن أبي بن سلول –زعيم المنافقين- عندما مات جاء ابنه عبدالله بن عبدالله بن أبي رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أعطني قميصك أكفنه فيه وصلّ عليه واستغفر له
فأعطاه النبي عليه الصلاة والسلام قميصه وقام ليصلّي عليه ، فلما سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذلك أسرع إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وقال له : أليس الله نهاك أن تصلي على المنافقين؟
فقال له: إني خُيّرت فاخترت ، لو أعلم أني إن زدت على السبعين يغفر له لزدت عليها ((يعني قوله تعالى : (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) – سورة التوبة آية 80 فقد جاءت الآية بالتخيير بين الاستغفار وعدمه))
فلما صلى عليه نزلت الآية الأخرى وهي قوله تعالى: (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره   إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون) – سورة التوبة آية 84
هكذا كان نبي الإسلام صلى الله عليه و سلم تجاه المنافقين