موقع السراج

Alsiraj Banner Image

الرد على مزاعم وجود أيات عنف في القرآن الكريم

آيات العنف...المعنى الحقيقي
سورة 9 الآية 14

يقول تعالى: (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) – سورة التوبة آية 14

من المناقشة السابقة إستنتجنا أن الآيات السابقة من سورة التوبة (من الآية 1 الى الآية 15) تتحدث عن فئة معينة من الكفار و هم من هاجموا المسلمين و خانوا العهد و لم يوقفهم حتى ما عقدوه من إتفاقيات مع المسلمين...هذه هي الحالة التي توضحها و تناقشها الآيات من 1 الى 15 من سورة التوبة

و علمنا أن هناك إستثنائات فالآية الكريمة لا تبيح قتال كل الكفار فمن لم ينقض العهد مع المسلمين و من لجأ للمسلمين للحماية –و هو ليس على دين الإسلام- و من عاهد المسلمين عند المسجد الحرام و بالطبع من الكفار من تاب و أسلم فيغفر الله تعالى كل أفعاله السابقة و على المسلمين إعتباره إخ لهم

لتشجيع المسلمين و تحفيزهم على الدفاع عن أنفسهم ضد من إستمروا في إظهار العداء للمسلمين يذكر الله تعالى المسلمين بما فعله بهم الكفار فتقول الآية 13 من سورة التوبة: (أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ) – سورة التوبة آية 13

و لاحظ هنا اللفظ (أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ) مما يعني أن بعض المسلمين كانوا خائفين من قتال الكفار...لماذا؟ لأن عددهم كان أقل كثيرا من أعداد الكفار لهذا يشجعهم الله تعالى و يثبتهم و يعلمهم أنه سبحانه و تعالى الوحيد الذي يجب أن يخافوه

ثم تأتي الآية التالية فتقول: (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) – سورة التوبة 14 و 15

الآيتان السابقتان تمثلان وعدا من الله تعالى للمسلمين أنه سينصرهم و أن هذه المعركة هي بمثابة عقوبة الله تعالى لهذه الفئة من الكفار –الذين أمعنوا في إيذاء المسلمين- فتوضح الآية أن هذا الإنتصار سوف (يَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) و سوف (يُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ) مما يوضح حجم المعاناة و الظلم الذي تعرض له المسلمون على يد هذه الفئة الباغية من الكفار و الذين ملؤوا صدور المسلمين بالغضب و الغيظ لشدة ما فعلوه من جرائم ضد المسلمين

عندما تتأمل الآيتين السابقتين تفهم أنهما لا يدعوان المسلمين للإعتداء كفار مسالمين أنقياء كما يحاول البعض إيهامك عزيزي القاريء و إنما الآيتان هما دعوة للدفاع عن النفس ضد كفار ملأ الغرور و التسلط قلوبهم فإستباحوا إيذاء المسلمين دون مرعاة لأية مباديء أو أخلاق فيأمر الله تعالى المسلمين بالدفاع عم أنفسهم و وضع نهاية لهذه الإنتهاكات الغير مقبولة

و نذكرك عزيزي القاريء أن الله تعالى يقول : (قَاتِلُوهُمْ) و لم يقل (اقتلوهم) مما يعني أن الأمر هنا بقتال جيش ضد جيش و كلا الطرفين مستعدين للمعركة دون مفاجأة و لا تنسى أن الله تعالى أعطى الكفار فرصة أربعة أشهر قبل بدأ قتالهم لعلهم يرتدعون عن إيذاء المسلمين و يسالموهم أو يستعدون للحرب. و الآن عزيزي القاريء تخيل نفسك في موضع المسلمين في هذا الوقت هل ستعتبر هذه الآيات دعوة لإراقة الدماء هل ستستمر في إعتقادك أن المسلمين –وهم من تعرض للإيذاء و التعذيب لا لشيء سوى دينهم و هم من تطالبهم الآيات بالدفاع عن أنفسهم- معتدون متعطشون للدماء

ما الذي يجعل أمة تنادي بالسلام للبشرية يهاجمون من يخالفهم الدين دون سبب واضح...ألا يعلموا أن مثل هذا الفعل سيدمر صورتهم أمام القبائل العربية –الذين يدعونهم للإسلام- و لماذا لم يثر هذا التصرف أعداء الإسلام و يدفعهم الى إستخدام هذا التصرف ليدمروا صورة الإسلام و ينشروا أن المسلمين خاضوا حربا ظالمة ضدهم و أن المسلمين قوم سوء و تعطش للدماء...لم ينقل التاريخ هذه المقولة أو ما يشبهها عن أي من الكفار من أية قبيلة في الجزيرو العربية أو أي أمة قاموا بحرب ضد المسلمين حتى ألد أعداء المسلمين لم يدعى أن المسلمين قاتلوه دون سبب و إنما ظهر هذا الإدعاء الكاذب فقط في العصر الحديث بعد مرور قرون على هذه الأحداث

عليك أن تسأل نفسك لماذا لم يقم أعداء الإسلام في زمانهم لم ينشروا مثل هذه الدعاية و بستغلوا مثل هذه التصرفات ضد المسلمين و لماذا ظهرت هذه الدعاوى الآن. الإجابة واضحة عزيزي القاريء عندما تبحث بعمق أكبر و لا تنظر للقضية نظرة سطحية...القضية ليست هينة و لا يصح تناولها بسطحية فنكون كمن قرأ سطرا في البداية ثم شرع في إصدار الأحكام دون أن ينظر للموضوع من كافة جوانبه...فلنكن عادلين عزيزي القاريء و ننظر للقضية من كافة جوانبها فندرس الآيات القرآنية في سياقها الحقيقي قبل أن نحكم و لا تنسى أنك أنت شخصيا قد تتعرض لنفس الظلم فيستقطع كلامك من سياقه ليعني تماما عكس ما كنت تريد قوله

و أخيرا إحذر من يأتي إليك بآية مستقطعة من سياقها لأن معنى ذلك إما أنه ببغاء دون عقل يكرر الكلام دون فهم حقيقي أو هو شخص منحاز عاجز عن الإقناع العقلي بصورة شريفة فيلجأ الى التشويش علىك و لبس الأمور لتلتبس عليك الرؤية و تختلط في ذهنك الأمور مستخدما خدعة ساذجة لا يصح أن يقع فريسة لها العادل ذو العقل الفطن